«الأوفر» وأسعار الفائدة المرتفعة وراء فقاعة القطاع العقارى

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محمد عبدالحكيم رئيس قطاع البحوث بشركة أسطول لتداول الأوراق المالية:

4 مستهدفات تعزز ريادة قطاع البحوث بالسوق

 

كن مختلفا واصنع المستحيل، حطِّم الحدود واصعد إلى القمة.. إذا كنت تريد أن تحدث أشياء عظيمة فى مسيرتك عليك أن تفكر بإبداع، افعل الشىء الذى تحبه وستحصد التميز، فأنت تعلم أن طريقة تفكيرك، بما فى ذلك اعتقاداتك وتوقعاتك حيال ما يمكنك القيام به تحدد كل ما يحدث لك، اعلم أن تحملك ليس مجرد القدرة على احتمال أمر صعب، بل تحويله إلى مجد، فالإخفاقات وقود ودافع للمثابرة لتحقيق ما تريد.. وكذلك محدثى إيمانه أنه لا توجد معرفة تخلو من صعوبة ولا تجربة تخلو من خطأ وصواب.

تذكر دائما أن التحديات والصعوبات، هى جزء لا يتجزأ من الحياة، قم بتعلم كيفية التعامل معها بحكمة وثقة، استخدم الحكمة لتقدير الأوضاع وتحديد الحلول الأفضل، ربما تحتاج إلى اتخاذ قرارات صعبة ومواجهة تحديات كبيرة، ولكن بالاعتماد على حكمتك، ستكون قادرا على التغلب على الصعاب وتحقيق النجاح، وعلى هذا الحال كانت مسيرة الرجل منذ الصبا.

محمد عبدالحكيم رئيس قطاع البحوث بشركة أسطول لتداول الأوراق المالية والوساطة فى السندات.. فى قاموسه التقدم والإبداع وجهان لعملة واحدة، يبحث دائما عن تحقيق قيمة مضافة، إيمانه أن صاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف فى محطات التعثر، حكمته مستمدة من تفكيره، سعادته تكمن فى خدمة الآخرين.

تفاصيل لا تضيع فى زحام الذاكرة، ففى وسط المدينة سحر الذاكرة وعبقرية المكان، فهى قصص وحكايات بلا لسان، بالطابق الخامس بدأت الواجهة أكثر بساطة، تصميم هندسى يتميز بالإبداع، عند المدخل الرئيسى بدت الحوائط واكتست باللون الأبيض، ليضفى على المكان هدوءا، وطاقة إيجابية، الأعمدة تميزت باللون الأزرق، ليشكل مزيجا، ولوحة فنية رائعة، بعض اللوحات التى تحمل أراضى عشبية، ومجموعة من الزهور، والنباتات، ديكورات مختلفة التصميم، عبارة عن فازات وأنتيكات بامتداد الممر، على بعد أمتار من المدخل غرفة مكتبه تتميز بالتنوع فى الكتب والمجلدات النادرة، أرفف المكتبة مزيجا من كتب التمويل والإدارة، والتاريخ، وقصص الزعماء، الذين ساهموا فى إثراء أفكاره.

قصاصات ورقية متناثرة على مكتبه، تسطر صفحاتها بعض تقييماته اليومية لأداء عمله القائم على التحليل الدقيق، أجندة ذكريات تدون سطورها مراحل مهمة من رحلته، محطات مليئة بالأحداث التى شكلت شخصيته، بدأ افتتاحية مذكراته بقوله «استمرارية السعى شرف، بغض النظر عن حتمية الوصول».

يختار الكلمات البناءة فى تحليله، تفسيره إيجابى، وهو من أفضل الأدوات التى يستخدمها، موضوعى، يستند إلى الأرقام، تحليلاته دقيقة للغاية، يتعمق فى التفاصيل حتى تكون النتائج دقيقة، رؤية مختلفة لمشهد الاقتصاد الوطنى.. يقول إن «تحرير سعر الصرف الذى اتخذ منذ عدة أشهر ماضية كان بهدف الوصول إلى سعر الصرف الحقيقى، وذلك بعدما تحققت فجوة بين السعر الحقيقى والسعر الاسمى، وتسببت هذه الفجوة فى العديد من المشاكل، أدت إلى انتشار السوق الموازى، وبالتالى كانت إجراءات تحرير سعر الصرف، حتمية، وساهمت بشكل كبير فى تحسن المشهد الاقتصادى مقارنة بقبل ذلك».

التعمق والبحث من الأدوات التى يحرص على استخدامهما فى التفسير، يتبين ذلك فى حديثه عن التحديات التى يواجهها الاقتصاد نتيجة المشهد الجيوسياسى، وتداعياتها على أهم المصادر الدولارية للاقتصاد، ومنها قناة السويس، وسلاسل الإمداد، بالإضافة إلى الأزمات الداخلية، ومنها العجز فى موازنة الدولة، والميزان التجارى، ومدى النجاح فى تقليص هذا العجز سوف ينعكس إيجابيا على معدلات التضخم، والاقتصاد بصورة عامة.

< إذن ما الروشتة العلاجية للاقتصاد الوطنى؟

- بثقة وفكر متعمق يجيبنى قائلا: «إن هذه الروشتة العلاجية تتضمن العديد من الإجراءات الإصلاحية، ومنها خدمة الدين ومستوياته المرتفعة، نتيجة لاحتياجات الحكومة للاقتراض، وهذا يمكن علاجه بالاستثمار الخاص، والعمل على استبدال الاستثمار الحكومى إلى الخاص بصورة تدريجية، مع العمل على تحفيزه وتشجيعه».

الوضوح والصراحة من السمات التى يحظى بها الرجل، لذلك تجده أكثر وضوحا فى ملف معدلات التضخم، واستمرار أعلى مستويات 20%، بوتيرة أقل، حتى بدايات العام القادم 2025، حيث إن ارتفاع معدلات التضخم طوال الفترات الماضية، ألزمت السياسة النقدية برفع أسعار الفائدة، لمواجهة غول التضخم، حتى يمكن تحقيق الفائدة الحقيقية، بالإضافة إلى الحفاظ على استثمارات المحفظة أو الأموال الساخنة فى السوق، مشددا على أن خفض أسعار الفائدة مرهون بتراجع معدلات التضخم.

البحث عن الحكمة هو من الخطط للوصول إلى الأفضل، وكون الرجل يتسم بالحكمة تجده يتحدث عن الاقتراض الخارجى، ومدى الاعتماد على الاستثمار كونه الأفضل من الاقتراض، لما يتمكن من تحقيق عوائد، بالإضافة إلى القدرة على تحويل جزء من الاستثمارات غير المباشرة إلى استثمارات مباشرة.

لا يزال ملف السياسة المالية يشغل حيزا كبيرا من جانب المراقبين والخبراء، إلا أن محدثى له وجهة نظر خاصة فى هذا الاتجاه، يعتبر أن المنظومة الضريبية من الأمور التى تشغل الكثيرين، رغم أنه معمول بها فى اقتصاديات الدول، ولا تمثل عبئا على المستثمرين، إذا شهدت استقرارا، وأيضاً ضرورة التخلى عن الضرائب المتعددة، بالإضافة إلى العمل على استقطاب الاقتصاد غير الرسمى، بإعادة صياغة الإجراءات للتعامل مع هذا القطاع، فى ظل التقديرات الجزافية، التى تعمل على هروب أصحاب القطاع من التحول إلى القطاع الرسمى.

< ما زالت قيمة الاستثمارات الأجنبية بالسوق المحلى غير مناسبة لإمكانيات السوق.. فما تعقيبك؟

- علامة ارتياح ترتسم على ملامح الرجل قبل أن يجيبنى قائلا إن «استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التى تقدم قيمة مضافة للاقتصاد تتطلب العديد من العوامل منها سعر صرف مرن، تسهيل الإجراءات الخاصة بالاستثمارات، مع العمل على ضبط المنظومة الضريبية، والاعتماد على اللامركزية، بما يسهل على المستثمرين، وكلها محفزات تعمل على استقطاب المزيد من هذه الاستثمارات، بالإضافة أيضاً إلى التوسع فى المناطق الاقتصادية ذات القوانين الخاصة، ودورها فى تعزيز هذه الاستثمارات، بعيدا عن البيروقراطية، والتعقيدات فى مكاتب الجهات الإدارية».

الإبداع بمثابة ركيزة أساسية فى منهجه لتحقيق التقدم والتطور فى كافة المجالات، ونفس المشهد يتحدث عنه فى ملف القطاع الخاص، والعمل على دعم أصحاب هذا القطاع، بدلا من تضييق الخناق عليهم، وتخارجهم من السوق المحلى، إلى الدول المجاورة التى شهدت ضخ مليارات من الدولار فى مشروعات مختلفة فى أسواق هذه الدول، مع أيضاً تذليل العقبات، وتحقيق عدالة المنافسة فى السوق، حتى يتمكن من زيادة مساهمته فى الناتج المحلى الإجمالى.

الاجتهاد والسعى فى تقديم الأفضل بما يسهم فى خدمة الآخرين، ونفس الأمر فى رؤيته للقطاعات القادرة على دفع عجلة الاقتصاد، وفى المقدمة القطاع السياحى، كونه يتميز بكافة المقومات التى تلعب دورا كبيرا فى نجاحه، وتوفير العمل الصعبة، وكذلك قطاع تكنولوجيا المعلومات، والزراعة والتصنيع.

< أقاطعه قائلا: إذا كانت هذه القطاعات قادرة على المساهمة فى تحقيق النمو الاقتصادى.. فماذا عن قطاع العقارات؟

- علامات ارتياح ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا: «إن القطاع العقارى سيظل يعمل وينمو بسبب الزيادة السكانية، لكن الفقاعة التى يشهدها السوق سببها المبالغ الإضافية، وإعادة البيع «الأوفر برايس» وأسعار الفائدة المرتفعة، غير المرنة».

رحلته الطويلة فى مجال سوق المال، والمحطات العديدة والتجارب التى خاضها أثقلت خبرته، يتبين ذلك من حديثه عن اتجاه الحكومة فى برامج الطروحات الحكومية إلى المستثمر الاستراتيجى بحثا عن العملة الصعبة، وهو أمر مشروع، لكن على الحكومة أيضاً الوضع فى الاعتبار الاكتتابات العامة، بحيث يستمر المستثمر الاستراتيجى، مع طرح الاكتتابات للسواد الأعظم من المستثمرين والمواطنين، وفقا لرؤيته أن السوق مناسب لاستقبال أى طروحات فى السوق مع الوضع فى الاعتبار التسعير المناسب، وقوة المركز المالى للشركات المقرر طرحها، والتوقيت المناسب، مع ثقة المستثمرين.

وضوح الهدف هو بداية تحقيق الإنجازات وكذلك سوق المال لتطويره والعمل على توسيع قاعدته لا بد من استقطاب قطاعات جديدة، تمثل وتعبر عن السوق، والعمل على تهيئة مناخ الاستثمار، والترويج بصورة أكبر للسوق، مع التوسع أيضاً فى صناديق الاستثمار، بما يعمل على جذب المستثمرين، وكلها عوامل تسهم فى تطوير السوق ونموه.

حلاوة الوصول تستحق أن تحاول مرارا من أجلها، فالنجاح لا يأتى إلا لكل صبور لديه من العزيمة أقواها وهو ما تحقق مع الرجل، الذى نجح مع مجلس إدارة الشركة فى تحديد استراتيجية طموحة لقطاع البحوث، حيث نجح فى تحقيقها ومنها تحديد مستهدفات السوق التى وصل قربها مؤشر البورصة الرئيسى وهى 36 ألف نقطة، مع المتابعة المستمرة للأسهم تحت التغطية وعددها نحو 50 سهما، بالإضافة إلى تقديم التقارير الاقتصادية للعملاء والسوق.

بصمته الجيدة فى كل مكان عمل به إشارة إلى أنه يسير فى الطريق الصحيح، تجده يعمل على تحقيق 4 مستهدفات لقطاع البحوث بالحفاظ على الأسهم تحت التغطية، وكذلك الحفاظ على الدقة فى تحليل وتقييم السوق، وأيضاً متابعة المتغيرات وآثارها على السوق، والعمل على تقديم الخدمات بصورة متميزة للسوق المحلى، وعملاء الشركة بالخارج.

العمل بجدية هو طريق الناجحين وهو ما يتميز به الرجل، حريص على حث أولاده على تحقيق التوازن فى مسيرتهم العملية والاجتماعية، لكن يظل شغله الشاغل الحفاظ على ريادة القطاع فى السوق.. فهل يستطيع تحقيق ذلك؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق