سجل مجمع الحاويات الأكثر ازدحاماً في الولايات المتحدة رقماً قياسياً جديداً في الربع الثالث من العام، متجاوزاً الأرقام التي تم تحقيقها خلال الجائحة.

يأتي هذا مع استمرار الشركات في استيراد السلع تفادياً لزيادة الرسوم الجمركية المحتملة، وتجنباً لتعطلات الأعاصير والمشكلات العمالية في الموانئ البديلة.

قال جين سيروكا، المدير التنفيذي لميناء لوس أنجلوس، خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة: “سجل ميناء لوس أنجلوس أفضل أداء له في سبتمبر على الإطلاق، حيث تعامل بفعالية مع 955 ألف وحدة حاوية. والأكثر إثارة للإعجاب هو أن الربع الثالث شهد أفضل أداء ربع سنوي في تاريخنا الممتد على مدار 116 عاماً”.

ميناءا لوس أنجلوس ولونج بيتش، اللذان يمثلان معاً نحو ثلث إجمالي واردات الحاويات في الولايات المتحدة، شهدا موسماً قياسياً جديداً من حيث حجم الشحنات هذا العام، بحسب ما أوضحته وكالة أنباء “بلومبرج”.

وتجاوزت حركة الشحنات عبر المينائين الرقم القياسي المسجل في الربع الثاني من عام 2021، عندما أدى ارتفاع الطلب على السلع الاستهلاكية وتعطل سلاسل التوريد إلى تراكم السفن في عرض البحر وتكدس الحاويات على الأرصفة.

وفي المقابل، أوضح سيروكا أن العدد القياسي من السفن التي رست في خليج سان بيدرو خلال يوليو وأغسطس وسبتمبر تم تحميلها وتفريغها دون أي تأخير، حيث تمت معالجة أكثر من 2.8 مليون حاوية.

في ميناء لوس أنجلوس، سجلت الواردات الشهر الماضي 497,803 وحدات حاوية مكافئة لعشرين قدماً، إلى جانب 114,702 حاوية تصدير و342,201 حاوية فارغة.

أما ميناء لونج بيتش المجاور، فقد شهد أيضاً أكثر أرباع السنة ازدحاماً في تاريخه، حيث تم نقل 2.6 مليون وحدة حاوية مكافئة لعشرين قدماً.

وفي سبتمبر وحده، بلغت الواردات 416,999 وحدة حاوية، بينما سجلت الصادرات 88,289 وحدة وتم التعامل مع 324,211 حاوية فارغة.

وقال ماريو كورديرو، الرئيس التنفيذي لميناء لونج بيتش: “لدينا مساحة كافية في جميع محطاتنا، حيث يعزز موسم الذروة تدفق البضائع بشكل غير مسبوق عبر هذا المعبر الحيوي للتجارة عبر المحيط الهادئ”.

ويتوقع سيروكا أن تنخفض أحجام الشحن قليلاً خلال الفترة المتبقية من العام، لكنها ستظل أعلى من المعتاد بعد موسم الذروة، مع استمرار المستوردين في جلب السلع مبكراً استعداداً لرأس السنة القمرية الجديدة في عام 2025.

كما أشار إلى أن هذه الزيادة في الواردات تعكس أيضاً قلق تجار التجزئة من الرسوم الجمركية الجديدة التي قد يتم فرضها قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة الشهر المقبل.

وأوضح أن العديد من الشركات تعمل على استيراد بضائع الربيع مبكراً في حال لم يتم حل النزاع العمالي الذي تسبب في إغلاق جميع الموانئ الرئيسية على الساحلين الشرقي والجنوبي في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك قبل الموعد النهائي المحدد في 15 يناير، أي قبل خمسة أيام فقط من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد.